منتديات الأردن - عميد الأسرى الأردنيين يتحدث عن تجربته الاعتقالية

عميد الأسرى الأردنيين يتحدث عن تجربته الاعتقالية

العجلوني لـ "قدس برس": نزاع الفصائل يلقي بظلاله على الأسرى في المعتقلات الإسرائيلية

(صبا أبوفرحة)

كشف عميد الأسرى الأردنيين في السجون الإسرائيلية، أنّ الحالة الفصائلية التي تؤثر حالياً على مجمل حياة الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، تؤثر أيضاً على الأسرى الفلسطينيين داخل معتقلات الاحتلال الإسرائيلي، مشيراً إلى أنّ الأسرى "مفروزين بصورة واضحة" تبعاً لانتماءاتهم السياسية والفصائلية، ومشدداً على أنّ حجم الخلافات داخل السجون أقلّ مما هو عليه في الساحة الفلسطينية خارجها.

وأشار سلطان العجلوني، الذي قضى قرابة 17 عاما في سجون الاحتلال الإسرائيلي، قبل أن يُنقل إلى السجون الأردنية بموجب اتفاق بين الطرفين تموز (يوليو) 2007، إلى أنّ مجتمع الأسرى "للأسف ليس مثالياً .. ما يجري في السجون هو نموذج مصغر للمجتمع الفلسطيني بكل تناقضاته في الخارج".

وأوضح العجلوني، في حديث مع "قدس برس"، أنّ "كل القوى الفلسطينية والفصائل موجودون عبر أسرى داخل السجون الإسرائيلية"، مشيراً إلى أنّ "ثقل أي فصيل فلسطيني في الخارج، يمثل قوته داخل السجون". وأضاف العجلوني "لكل فصيل فلسطيني داخل المعتقل استقلاليته ولجانه ومسؤوليه وبرامجه الثقافية الخاصة به، حتى أنهم يقيمون في غرف خاصة بهم" وفق قوله.

إلاّ أنّ العجلوني، الذي كان يقضي إجازة قصيرة من السجن في بيت عائلته في محافظة المفرق الأردنية (50 كيلومتر شرقاً)، ألمح إلى أنّ هناك تنسيقاً مقبولا بين تلك الفصائل، مشيراً إلى وجود لجان مشتركة بين تلك الفصائل داخل المعتقلات "حتى في المجال الأمني، حيث تقوم تلك اللجان بكشف العملاء الذين يتم تجنيدهم داخل السجون من قبل الإسرائيليين".

وفيما يخص قضية العملاء داخل السجون؛ كشف العجلوني، أنّ هناك "لجنة تتابع العملاء داخل المعتقل، حيث أنّ هنالك عملاء حُكم عليهم عدة مؤبدات، وهم داخل المعتقل منذ عشرات السنين، وعلى الرغم من ذلك، فإنهم يصبحون عملاء في السجن". وضرب العجلوني المثل بـ "رجل معتقل عليه مؤبد، وقام بإضراب عن الطعام مع باقي المعتقلين سواء أكانوا فلسطينيين أم عرب، مدة 15 يوماً، ثم تراجع عن هذا الإضراب، لا لشيء فقط إلا ليحبط نجاح هذا الإضراب"، مشيراً إلى أنه لاحظ خلال تواجده في المعتقل الإسرائيلي لمدة 17 عاماً أنه "حتى التنظيمات الإسلامية تُختَرق، ولكن بنسبة قليلة نسبياً مقارنة بغيرها من الفصائل" منوهاً إلى أنّ المعتقلين العرب يُعدّون "ضيوفاً لدى التنظيمات الفلسطينية"، لهذا السبب "لم نحبذ (المعتقلين العرب) أن نتعاون مع تنظيم دون الآخر".

وتحدّث العجلوني، عن وضعية الفصيلين الفلسطينيين الكبيرين "حماس" و"فتح"، فقال إنّ "معتقلي حماس أكثر إيجابية وتعلّماً، وأقلّ تدخينا وأكثر انضباطاً، واهتماما بالقراءة والتعلم داخل المعتقل"، وأعرب عن اعتقاده أنّ المعتقلين الأكثر سلبية هم "معتقلي فتح (حيث) تنتشر بينهم الأمية وبعض العادات السيئة، وتكثر بينهم المشاكل والمشاحنات"، حسب تقديره.

أما عن النزاعات الداخلية، فقد أشار العجلوني إلى أنها تبرز بين فترة وأخرى بين الأسرى من الفصائل، خصوصاً بين الأسرى الجدد، موضحاً أنّ الأسرى القدامى من كافة الفصائل "هم صمّام الأمان في مثل تلك المشاحنات".

وكشف العجلوني، عن أنّ العلاقة بين الأسرى الفلسطينيين في المعتقلات الإسرائيلية، تأثرت بوضوح بأحداث حزيران (يونيو) 2006، حينما نشب اقتتال داخلي في الساحة الفلسطينية بقطاع غزة، أدى إلى سيطرة حركة "حماس" على المقارّ الأمنية والإدارية في القطاع، "إلا أنه كانت تتم محاصرة تلك المشاحنات بسرعة".

وأشار العجلوني، إلى أنه لاحظ أنّ الدعم المالي الذي كان يصل إلى كافة الأسرى من السلطة الفلسطينية، توقف عن أسرى "حماس" و "الجهاد الإسلامي"، وتم حصره في أسرى الفصائل التابعة لمنظمة التحرير.

يُذكر أنّ سلطان العجلوني من مواليد محافظة المفرق شرق الأردن عام 1974، وقام بعملية فدائية من خلال التسلل داخل معسكر للجيش الإسرائيلي بالقرب من الحدود مع الأردن، انتقاماً لشهداء مجزرة الأقصى عام 1990، وقام بقتل ضابط صف إسرائيلي، وكان عمره آنذاك 17 عاماً، وحُكم عليه بالسجن لمدة 99 عاماً قضى منها 17 عاماً في السجون الإسرائيلية. وتمكنت الحكومة الأردنية الصيف الماضي، من نقله من المعتقلات الإسرائيلية إلى الأردنية، شريطة أن يقضي 18 شهراً في تلك السجون قبل أن يتم الإفراج عنه، ومن المقرر أن تنتهي تلك الفترة منتصف شهر آب (أغسطس) الجاري.